خطاب أبونا بيشوي كامل للكهنة والخدام

 

آبائي الكهنة – شركائي في حمل صليب يسوع...

إخوتي الشمامسة وخدام كنيسة مارجرجس المحبوبين في قلبي.

لقد وصلت بنعمة المسيح إلى لوس أنجيلوس بعد سفر٢٣ ساعة مباشرة بسلام بنعمة المسيح وببركة صلواتكم وأكتب إليكم خطابي هذا قبل الذهاب لعمل قداس مارمرقس (اليوم الأحد صباحًا حسب توقيت هذا البلد) أكتب في مناسبة طيبة مفرحة لنفوسكم، بل مناسبتين وهما عيد تكريس كنيسة مارجرجس الروماني وعيد تكريس كنيسة مارجرجس بسبورتنج.

 

- ألا تلاحظوا معي يا أعزائي أنه توافق إلهي أن تُكرَّس كنيستنا في نفس يوم تكريس كنيسة مارجرجس الأولى وهذا يدعونا أن نربط حياتنا بحياة مارجرجس فعلاً وروحًا وكنيستنا بكنيسته، وهذا يعتبر نوع من النعمة الإلهية عليكم التي يجب أن تقابل من ناحيتنا بالشكر الجزيل لله إله الشهيد مارجرجس.

 

- وتكريس الكنيسة يا أحبائي هو دعوة واضحة لتكريس كل مكان لله في قلوبنا وكنيسته، وكما كُرِّست الكنيسة في هذا اليوم كُرِّست قلوبنا جميعًا بمسحة الميرون المبارك يوم المعمودية فتكريس قلوبنا فعلاً لا كلامًا عمل إلهى تم بتدشين قلوبنا فصرنا هياكل للروح القدس – فالتكريس دعوة إلهية لكل إنسان أن يترك كل شئ ويتبع الرب يسوع الذي فداه بالدم، والله لا تسعه سماء السموات ولكن له المجد والشكر والحمد يطلب أن يسكن في قلوبنا – فهل سيتأخر أحد منكم عن هذه الدعوة المقدسة – أعتقد لا – بل أنا كلي ثقة أنكم تتدفقون بحماسٍ قوي لحب يسوع وترك كل شئ، وتكريس الحياة له، ستتركوا محبة العالم وأحقاده وكراماته وشهواته... ستحبوا يسوع للنهاية. وإذا تردد أحد في قدرته على الترك لضعف إرادته عليه أن ينظر إلى الصليب ليرى الذي ترك كل شئ لأجله وباختيار، عليه أن ينظر إلى المجدلية في حبها فسيندفع اندفاعتها في ترك شهواته. ويندفع وراء لاوي عند مكان الجباية ويترك كل شئ.

 

إذًا التكريس يعني الملكية لله ويتبعه طرد كل شئ دنس أو نجس من بيت الله، لأن بيته بيت عبادة لا تحولوه إلى مغارة لصوص، لذلك أصغوا صوتًا يا أحبائي وبدون شفقة اطردوا الأفكار الخبيثة من قلوبكم اطردوا محبة العالم، اطردوا شهواته، لا تسمحوا للهيكل أن يتدنس، إنه بيت اللـه "أنتم هياكل اللـه وروح اللـه ساكن فيكم" من يفسد هيكل الله فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو.

 

تذكرون يوم دُشنت قلوبكم بمسحة الروح القدس في المعمودية – تذكروا أنكم جحدتم الشيطان وكل أعماله الخبيثة النجسة، أنتم الذين ابتدأتم بالروح لا تكلموا بالجسد، ولكن احرسوا البيت من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم، إن ثعلب صغير يدخل القلب يفسده كله، كل شتيمة أو نميمة، كل خبث، كل كذب، كل نظرة شريرة، كل شئ من شهوات العالم يفسدها هذا الكرم.

 

    أحبائي امتلئوا بالروح، عبئوا كل قواتكم لحماية كرم الرب من الثعالب الصغيرة، أنتم اشتُريتم بثمنٍ غالٍ فلا تصيروا عبيدًا للجسد، والتكريس يا أحبائي دعوة قوية للحب، لكي لا نعيش فيما بعد لذواتنا بل للذي أحبنا ومات عنا، إن النفس التي أحست بالثمن الذي دُفع ستحب اللـه من كل القلب، حب الرب إلهك من كل قلبك، فالحب هو الطاقة القوية التي دفعت الشهداء للاستشهاد، وأعانت المجربين على اجتياز التجارب، هي القوة التي أعانت الرهبان ولُباس الصليب والآباء لسُكنى البراري محبة في الملك المسيح، هي القوة التي تدفع الشاب للارتفاع فوق شهوات العالم، هي الطاقة التي تدفعنا لحب الصلاة والسهر والصوم والعطاء، وأخيرًا التكريس دعوة قوية للخدمة، هؤلاء الذين كرسوا حياتهم للـه، أحبوه فخدموه لآخر قطرة دم في حياتهم تعبيرًا عن دين الحب للـه، وعن أنهم آلات برّ مطيعة خاضعة في يد اللـه – افتحوا قلوبكم لحب كل إنسان ولخدمته "أتحبني ارعَ غنمي" وثقوا أن اللـه سيكون حيث يكون خدامه، إن خدمتنا مرتبطة بالوجود مع اللـه، فإذا كرسنا حياتنا له فإننا سنوجد معه.

 

ثانيًا: التكريس يعني الملكية (فتكريس) كنيسة سبورتنج يوم كُرِّست في ٧ هاتور سنة ١٦۸٥ إنما دخلت في حيازة اللـه وصارت بيتًا له، ادخلوها باحترام وخشوع، قبِّلوا أبوابها من الخارج.. إنها بيت اللـه حبوا السُكنى فيه "أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي" هي مسكن القديسين – تأملوا الصورة الموجودة بجوار الباب للشهداء الأربع (مارجرجس، مارمينا، أبي سيفين والأمير تادرس)... ولابد أنكم حصلتم على جزء من جواهر القديس مارجرجس المزاحم واحتفلتم به اليوم.

 

أعرفكم يا أحبائي أن الكنيسة هي مسكن القديسين، وكنيستكم هي مسكن الشهداء، وأنتم السائرون في صفوفهم، إنها صارت مسكنًا للملائكة، وكلكم لا تنسون يوم تدشينها حيث كان أبينا الأسقف يمد يده من وراء يد المسيح لكي يعلن أن كل شئ صار ملكًا له، وأن الحجارة المادية صارت حجارة روحية.

 

في ذلك اليوم قال الكثيرون إنهم أحسوا ورأوا رؤيا الإيمان أن الملائكة كانت فرِحة فرحة عظيمة تحيط بالكنيسة.

 

هذا بعيدًا عن الإعلانات الفردية التي رآها البعض في هذا اليوم العظيم – إذًا ما هو موقفكم من هذه الكنيسة، إنها أصبحت لكم الحظيرة التي تجتمعون فيها من شمس تجارب هذا العالم ومن قسوتها، إنها مكان لقائكم مع اللـه في حضرة القديسين والملائكة فاسعدوا بها.

 

ختامًا يسلم عليكم الأحباء هنا – وخاصة الأخ الذي نزلت مؤقتًا في بيته، سلامي للجميع.

صلوا عني.

الأحد ۹ نوفمبر

عيد تكريس كنيسة مارمرقس.